مطالب بتحرير الاتحاد الإفريقي من قبضة المصريين
عاد موضوع نقل مقر الاتحاد الإفريقي من القاهرة إلى بلد آخر إلى الواجهة، على خلفية مباراة أول أمس بين الجزائر ومصر والتي أبانت على أن طيف "المصريين" ومعرفتهم بخبايا الكواليس لايزال يلقي بظلاله على المنافسات القارية.
وأثار تعيين الحكم البنيني لإدارة مباراة حاسمة وقوية وهو على أعتاب سن التقاعد وطريقة إدارته للمباراة عبر "الهاتف اللاسلكي" عن بعد أن الأمور تطبخ خلف الكواليس دائما، ما يفسر إحكام المنتخب المصري وأنديته على سيطرتهم على القارة.
ويطرح إقامة مقر الاتحاد الإفريقي مقرا له بالعاصمة المصرية الكثير من التساؤلات، بشأن مدى ارتباط ذلك مع التفوق المصري على مستوى المنتخبات والأندية وحتى في مناصب المسؤولية.
ولا يعد مطلب تغيير مر إقامة الاتحاد الإفريقي جزائريا بحتا، بل سبقته كل من البلدان المغاربية وكذلك كوت ديفوار وبقية بلدان القارة السمراء التي لم تهضم "العجرفة" المصرية واستغلالها للنفوذ في إدارة زمام الكرة الإفريقية.
وأشارت مصادر مطلعة للشروق أن أطرافا فاعلة تسعى إلى إعادة إحياء فكرة تدوير الرئاسة بما يعني تدوير مقر إقامة الاتحاد الإفريقي، وهي فكرة تلقى ترحيبا كبيرا ورفضا من الطرف المصري فقط.
الكاف.. عفوا الاتحاد "المصري" لكرة القدم
وبإطلالة سريعة على الهيكل الإداري للاتحاد الإفريقي فإن غالبية العاملين به من الجنسية المصرية، على طريقة إحتكار الفراعنة للجامعة العربية، ما يغذي كثيرا فكرة النفوذ المصري.
ومن الغريب جدا أن يكون اتحاد ممثل للقارة بكاملها محصورا في أسماء بلد واحد، ثم يتم التباهي بالانجازات المحصلة، طالما ان كل بلد من القارة السمراء والذي نخر جسده الجوع والفقر يدفع الملايين من الدولارات ليستمتع بها الطرف المصري.
وحسب الهيكل الاداري للاتحاد الإفريقي فإن الأمين العام ومساعده من جنسية مصرية، بينما تضم الإدارة والمالية ثمانية مصريين فهو بالكامل مصري، وكذلك الأمر بالنسبة للجنة المنافسات المشكلة من ثمانية كلهم مصريون سوى واحد.
وكذلك الأمر بالنسبة للجان الأخرى كالماركتينغ و لجنة تطوير الكرة والتي تعطي الأفضلية المصرية في كل المجالات على حساب باقي البلدان الإفريقية.
تصفية حسابات سياسية بسبب التأشيرة
وأضحى المصريون يتصرفون في الكرة الإفريقية وكأنها ملكية خاصة بغض النظر عن الجانب الفني، فاختيار هذا البلد لاحتضان مقر الكاف من اجل أن يكون ملكية خاصة بتصرف فيها أحفاد الفراعنة كيفما شاءوا.
وأعادت الأذهان الرواية المصرية وتحاملها على رئيس الاتحادية محمد روراوة حينما منعت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي من دخول مصر، ومنعه من الحصول على التأشيرة.
فالبلد الذي لا يقبل أعضاء "الكاف" كيف به ليقبل احتضان هذه الهيئة الهامة والحساسة ولولا أن المصريين أدركوا بأن منع حضور روراوة أشغال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد يعرض مصر التي تحتضن المقر لعقوبات صارمة قد تؤدي إلى سحب مقر الاتحاد الإفريقي من القاهرة، ما دفع السفارة المصرية في الجزائر إلى الإسراع في إصدار تأشيرة الدخول إلى مصر وليس في إطار أي إجراء آخر يذكر، الأمر الذي تقره قوانين اتحاد كرة القدم الإفريقية، وقد تم إبلاغ هذه الهيئة الرياضية بهذا الأمر، وليس بإمكان رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر القيام بأي عمل ضد دخول رورواة إلى مصر أو اعتراضدخوله.
مصر تفشل في المونديال وتفوز دائما بكأس إفريقيا
وما يؤكد بأن للمصريين اليد الطولى في الاتحاد الإفريقي دون غيرها، فإن هذا المنتخب الذي يتأهل للمباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي يفشل في تحقيق التأهل للمونديال، في مباريات تلعب ذهاب وإيابا.
فالمنتخب الذي يبسط سيطرته فقط إفريقيا، بينما يفشل في التفوق في التصفيات المؤهلة للمونديال يطرح أكثر من سؤال هل أن الجميع على خطأ، فقد كان أجدر بالفيفا أن تؤهله مباشرة للمونديال..
وبالعودة إلى سيناريو كأس إفريقيا 2006 والمشاكل الكبيرة التي حدثت للمنتخب الايفواري في المباراة النهائية من خلال ترتيب مقلب للفيلة وإرهاقهم في الطريق من الفندق إلى الملعب، ومن بعدها تعيين حكم متحيز يؤكد الفرق بين المنتخب الايفواري الذي سيكون حاضرا في المحفل الدولي والمنتخب المصري الذي بقي رهين القارة الإفريقية.
والأمر سيان بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي تفوق عليه مرتين على الرغم من الأساليب "الإرهابية" التي لجأ إليها البلطجية في المباراة الأخيرة من التصفيات بالقاهرة